{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ الْقَوْلَ} الذي جاءهم به النبي محمد ( ص ) ،ليعرفوا كيف ينطلق من مواقع الصدق الذي لا مجال فيه للكذب ،وكيف يدلّ على نفسه ،أسلوباً ومضموناً ،أنه كلام الله وليس من كلام البشر ،وكيف يحكمون على ما لم يتدبّروا فيه ،وكيف يشكّون في ما لم يتأملوا فيه ؟!وإذا كانوا قد تدبروه ،فماذا وجدوا فيه ؟!فليتحدثوا عن الخلل الذي يتضمنه ،وعن الشبهات التي يثيرها .ولكنهم لا يتحدثون بهذه الطريقة ،بل يواجهون المسألة بأسلوب العناد الجامد الذي لا يفصح عن شيء ،لأنهم لا يجدون ما يدافعون به عن موقفهم .
{أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ الاَْوَّلِينَ} فكان إنكارهم منطلقاً من غرابة هذا الوحي على أسماعهم لأنهم لم يسمعوا به ،مع أنهم يعرفون أن المسألة لم تكن بدعاً من المسائل ،فقد سبق في التاريخ الذي يتناقلونه ،ذكر الأنبياء السابقين ،كإبراهيم وموسى وعيسى ( ع ) ،فما الغريب في نبوّة محمد ( ع ) ؟