{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} لأنهم لا يمكن أن يتخيلوا سيطرة غيره على العرش ،وملك غيره له ،لأنه إذا كان لمن يعبدونهم من الأوثان والبشر أيّة ميزةٍ ،كما يتصوّرون ،فإنما هي ميزة القرب من الله التي تجعلهم في محلّ الوسائط التي تقضي الحوائج بإذنه ،وتقرّب الناس إليه من خلالهم ..
ولعل التعبير بكلمة{لِلَّهِ} بدلاً من كلمة «الله » التي قد تتناسب مع السؤال عن ربّ هذه العوالم ،يعود إلى ما تتضمنه من إيحاء بأن السؤال هو عن المالك لها ،بسبب ما تحويه كلمة الرب من معنى الملك ..
{قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} غضبه إذا انحرفتم عن خط الإيمان ،وتحركتم في مواقع الكفر ،وسخرتم برسله وبرسالاته ،وبوعده ووعيده ،وتمردتم على أوامره ونواهيه ..فمن ينصركم منه في يوم الحساب ؟ثم ألا تتقون التقوى الفكرية التي تدفعكم إلى الإحساس بمسؤولية الفكر في حركته لاكتشاف حقائق الكون والعقيدة ،لتفهموا من عمق النظرة ،أن الذي يملك الأرض ومن فيها ،والسموات السبع والعرش العظيم ،لا يعجزه أن يعيد الميت إلى الحياة ،وأن يحوّل التراب والعظام إلى كائناتٍ حيّةٍ من جديد كما بدأها أول مرّة عندما أعطاها الحياة ؟!