{قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُرْجُومِينَ} فقد تمرّدت على تقاليدنا وعقائدنا وأوضاعنا ،وجئت بطريقةٍ جديدة في العقيدة والعبادة والشريعة ،بما لا ينسجم مع تاريخنا ومجتمعنا ،فإذا لم ترجع إلى ما ندعوك إليه من الآن فسنرجمك بالحجارة وتكون من الهالكين .
وهكذا لم يجدوا الكلمة المعبّرة عن الفكرة المتزنة ،والحجة القوّية ،التي يجابهون بها فكرته وحجّته ،كما هو شأن الضعفاء في الفكر ،الأقوياء بالمال والرجال والسلاح ،فيضغطون من خلال القوّة الغاشمة ،لا من خلال الحجة البالغة .وبذلك أغلقوا باب الحوار ،ولم يبق هناك مجال لحديث دعوةٍ أو كلمة هداية ،بعد أن استنفدت كل أساليب الدعوة ،وكل كلمات الهداية .