وهكذا توافقت أقوال المشركين من عهد نوح الأب الثاني للخليفة إلى عهد قوم محمد خاتم النبيين ، وكان الجواب واحدا أحرج قوم نوح والمبطل إذا أحرج هدد وأنذر .
{ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} .
يئسوا من رده ، وهو يحجهم بالحجة تلو الحجة ، فانتقلوا من الجدل العقيم منهم إلى التهديد بالرجم بالحجارة ، وقد فقدوا كل عناصر الود ، وأعلنوا القطيعة وقالوا مصرين على الكفر:{ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ} اللام هي الدالة على القسم ، بأنه إذا لم ينته يكون الرجم جزاءه ، وطريق معاملته ، وينتقلون من حال الرجم بالقول إلى حال الرجم بالحجارة ،{ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} هذا جواب القسم ، واللام واقعة فيه مؤكدة ، والتوكيد أيضا بنون التوكيد الثقيلة ، وبذلك بلغوا أقصى حدود التكذيب مع التهديد العنيف ، عندئذ اتجه إلى ربه قائلا:{ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ}