{وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ} لأنهم لا يمثلون التناسب والأنسجام مع ما هو القرآن في مضمون الحق الذي يبشر به والهدى الذي يدعو له ،لأن نفوسهم مجبولةٌ على الشرّ الذي تتحرك فيه عقولهم ،وتخفق به قلوبهم ،وتطوف به أخيلتهم وأحلامهم ،ما يجعلهم بعيدين عن ذلك كله{وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} الوصول إلى هذا الكلام ،لو أرادوا ذلك وحاولوه ،لأنه كلام الله الذي لا يصل إليه إلا الذي أنزله الله عليه ،فهو ليس شيئاً يصل إليه الإنسان باختياره ووسائله الخاصة ،بل هو من الغيب الذي يملك الله أمره ،ولا يملكه أحد إلا من حيث ملّكه الله إيّاه ،وهم إلى ذلك كما وصفهم الله