معنى:{ وما ينبغي لهم} ما يستقيم وما يصح ،أي لا يستقيم لهم تلقي كلام الله تعالى الذي الشأن أن يتلقاه الروح الأمين ،وما يستطيعون تلقيه لأن النفوس الشيطانية ظلمانية خبيثة بالذات فلا تقبل الانتقاش بصورِ ما يجري في عالم الغيب ،فإن قبول فيضان الحق مشروط بالمناسبة بين المبدأ والقابل .
فضمير{ ينبغي} عائد إلى ما عاد عليه ضمير{ به} ،أي ما ينبغي القرآن لهم ،أي ما ينبغي أن ينزلوا به كما زعم المشركون .ومفعول{ يستطيعون} محذوف ،أي ما يستطيعونه .وأعيدت الضمائر بصيغة العقلاء بعد أن أضمر لهم بضمير غير العقلاء في قوله:{ وما تنزلت} اعتباراً بملابسة ذلك للكهان .وقد تقدم في سورة الحجر أن صنفاً من الشياطين يتهيّأ للتلقي بما يسمَّى استراق السمع وأنه يصرف عنه بالشُّهب .