{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} المصلّين الذين يصلّون معك ،أو يراك في تحرّكك في أجواء السجود مع الفريق الذي يسجد لله خشوعاً في ما يمثله مجتمع الساجدين العابدين الذي تقف في مقدمته ،وفي طليعتهم ،على ما هو الظاهر من السياق ،وأخذ به جمع من المفسرين .
وفي مجمع البيان في قوله تعالى:{وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ} «قيل: معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبيٍّ إلى نبيٍّ حتى أخرجك نبياً ،عن ابن عباس في رواية عطاء وعكرمة ،وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله صلوات الله عليهما قالا: في أصلاب النبيين نبي بعد نبيٍّ حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم ( ع ) »[ 4] .وقد استدل بهذه الرواية الشيعة الإمامية ،على أن جميع آباء النبي موحدون ،وربما يثور سؤال حول هذه الروايةمن هذه الجهةبأنها تدل على أن آباء النبي أنبياء ،فقد تقلب في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي ،ولما كان هذا غير واقعي ،لأن بعض آبائه لم يكونوا كذلك ،فلا بد من أن تكون المسالة واردة على نحو القضية الجزئية ،بمعنى أن يكون قد تقلب في أصلاب الأنبياء ،باعتبار أن بعض أجداده ،كإبراهيم وإسماعيل ،كانوا من الأنبياء ،وهذا ما توحي به الآية ،لأنه ليس من المعقول أن تكون اللام مفيدة للعموم ،لأن معناه أن يكون قد تقلب في أصلاب كل الساجدين ،وهو غير مراد قطعاً ،والله العالم .