إبراهيم يتحدى قومه
وتعود لنا قصة إبراهيم بصورةٍ جديدةٍ ،لتوحي لكل جيلٍ ،لا سيما جيل الدعوة الأوّل ،كيف كان النبي إبراهيم في بدايات عمره في الموقع القويّ الصلب المنفتح على حقائق العقيدة في توحيد الله ،أمام السلوك المنحرف الذي كان يتحرك به قومه وأبوه في عبادة الأصنام ،ليناقش المسألة معهم بالطريقة التي تفضح جهلهم وتخلّفهم في فهم الخط التوحيديّ ،وكيف كان يملك الشجاعة والجرأة الفائقة في مواجهة المجتمع كله من دون خوف ولا وجل .
اتل عليهم نبأ إبراهيم
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} فإن تلاوة مثل هذا الحديث قد يترك تأثيره الكبير على ذهنيتهم الإِشراكية ،فيغيّرون عقلية الشرك إلى عقليةٍ توحيديةٍ ،لما يملكه إبراهيم من احترام وتقدير عندهم ،باعتبار انتسابهم إليه ،ولما يتمثل في الحديث من لَمَعاتٍ فكرية ،وإشراقاتٍ وحدانيةٍ ،تضيء لهم طريق التوحيد في حركة العقيدة ،