{إِذْ قَالَ لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} في حوارٍ جماعيٍّ معهم جميعاً ،أو في حوارين منفصلين ،مع أبيه تارةً ،ومع قومه أخرى ،فيكون الجمع بينهما من قبيل الإِيجاز .فقد بدأ السؤال بطريقةٍ ساذجةٍ تثير علامات الاستفهام في الموقع الذي يملك فيه الجواب البسيط عن كل الأسئلة ،ولكنه يريد استنطاق هؤلاء عن الحقيقة المعروفة لديه ،لتسجل عليهم اعترافاً بالعقلية الصنمية ،ليكون ذلك مدخلاً للحوار على أكثر من صعيد .
وربما احتمل البعض ،أن هذه المحاجّة كانت من إبراهيم أوّل ما خرج من كهفه ودخل في مجتمع أبيه وقومه ،ولم يكن شهد شيئاً من ذلك قبل اليوم ،فحاجَّهم عن فطرةٍ ساذجةٍ طاهرة .