{فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَآ آتانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّآ آتاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} وهكذا أراد أن يوحي إليها وإليهم أن المسألة ليست مسألة مالٍ يفتح القلوب على اللقاء ،لأن الذين ينفتحون على الهدايا لتغيير مواقفهم ،هم الذين يشعرون بالحاجة إلى المال في ما يواجهونه من فقر أو حرمان ويحسّون بالضعف أمام ذلك ،أمّا هو ،فقد أعطاه الله ملكاً لم يعطه لأحد مثله ،مما يصغر كل ملك أو مال معه ،بخلافهمهمالذين يفرحون بالهدايا التي يرسلونها ،لأنهم يرون لها شأناً كبيراً في مستوى مواقعهم المتواضعة ،فليست المسألة كذلك ،بل هي مسألة سلطةٍ تريد أن تبسط ظلها على الأرض من حولها من خلال امتداد دعوتها إلى الحق في توحيد الله وعبادته والطاعة لأمره ونهيه .وهكذا كان الجواب الحاسم الذي يضع القضية في نصابها الصحيح .