{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} إن إرسال الهدية يعني المماطلة وعدم قبول الدعوة إلى الطاعة والاستسلام ،ولذلك فإن الموقف هو تنفيذ التهديد ،ليعرفوا بأن هناك قوّةً عليا لا يستطيعون مواجهتها ولا التمرد عليها مهما كانت قوتهم الذاتية ،وستكون النتيجة أننا سنتغلب عليهم وسنخرجهم من بلادهم أذلّة صاغرين .
قال سليمان هذا للرسول وهو يعرف أنهم سيستسلمون له عندما يعرفون حجم القوّة ومستوى الردّ ،ولكنه أراد أن يواجههم بالقوّة المستمدة من الغيب الذي منحه الله بعض وسائله ،ليكون ذلك وسيلةً للاقتناع عندما يعرفون عظمة القدرة الإلهية التي تتمثل في هذا الفعل العجيب الذي يدلّ على أنّ القضية ليست قضية ملك يراد له أن يتوسع ويكبر ،بل هي قضية رسالةٍ يراد لها أن تتركز في العقول والقلوب والمواقف ..وهكذا التفت إلى أعوانه من الجنّ الذين يملكون القدرة على الحركة السريعة غير العادية ونقل الأشياء والأشخاص من أماكن بعيدة بطريقة غير مألوفة ،وإلى أعوانه من الإنس الذين قد يملكون بعض القدرة الروحية التي تتيح لهم القيام بذلك بقدرة الله ،بما منحهم الله من علم ذلك .