كان الخطاب بالمفرد ، لأنه الوفد الذي يخبرهم بأمر سليمان ، وما استعد به لهم ، فلنأتيهم الفاء عاطفة دالة على الترتيب والتعقيب أي فور رجوعهم لنأتينهم ، وقد أكد غزو الشرك بالقسم ، ولام القسم ، ونون التوكيد الثقيلة ، وقد أكد إرسال الجيش ، وأكد نتيجته ، بقوله:{ لنخرجنهم} والإخراج يصح أن يكون المعنى إبعادهم عن سلطان الحكم ، فلا يكون لهم رأي ولا إرادة ، وكأنهم المخرجون ، وأذلة أي كونهم أذلاء صاغرين أي منحطين إلى المنزل الدون راضين بذلك ، لأنه لا قدرة عندهم على تغيير حالهم ، والتفكير في أمرهم ، كان هذا رد الملك النبي ، وما كان ليسكت عن قوم يعبدون الشمس ومشركين ، فهو ملك نبي ونبوته لا تتأخر ، بل هي العامل الأول المسير لملكه دائما .