وهذه جولة جديدة في رحلة موسى إلى الموقع الذي أعده الله له ،في مفاجأةٍ مثيرةٍ لم تكن محسوبةً في ذهنه على مستوى الاحتمال .وهكذا نسير مع هذه الرحلة النبويّة في عملية استيحاء واستلهام .
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأجَلَ} الذي التزمه على نفسه في خدمته لشعيب ،وقيل إنه قضى أطول الأجلين .{وَسَارَ بِأَهْلِهِ} في ليلة شديدة البرد ،كما توحي به الآية من حاجتهم إلى الدفء ،وربما كانوا قد ضلوا الطريق ،{آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ} وهو الجبل ،{نَاراً قَالَ لاَِهْلِهِ امْكُثُواْ} في مكانكم{إِنّي آنَسْتُ نَاراً} أي أبصرتها{لَّعَلِي آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ} للدلالة على الطريق ،{أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ} أي قطعة منها{لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} أي تتدفأون من البرد ..