قد تقدم في تفسير الآية قبلها أن موسى عليه السلام ، قضى أتم الأجلين وأوفاهما وأبرهما وأكملهما وأنقاهما ، وقد يستفاد هذا أيضا من الآية الكريمة من قوله:( فلما قضى موسى الأجل ) أي:الأكمل منهما ، والله أعلم .
قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد:قضى عشر سنين ، وبعدها عشرا أخر . وهذا القول لم أره لغيره ، وقد حكاه عنه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والله أعلم .
وقوله:( وسار بأهله ) قالوا:كان موسى قد اشتاق إلى بلاده وأهله ، فعزم على زيارتهم في خفية من فرعون وقومه ، فتحمل بأهله وما كان معه من الغنم التي وهبها له صهره ، فسلك بهم في ليلة مطيرة مظلمة باردة ، فنزل منزلا فجعل كلما أورى زنده لا يضيء شيئا ، فتعجب من ذلك ، فبينما هو كذلك [ إذ] ( آنس من جانب الطور نارا ) أي:رأى نارا تضيء له على بعد ، ( قال لأهله امكثوا إني آنست نارا ) أي:حتى أذهب إليها ، ( لعلي آتيكم منها بخبر ) . وذلك لأنه قد أضل الطريق ، ( أو جذوة من النار ) أي:قطعة منها ، ( لعلكم تصطلون ) أي:تتدفئون بها من البرد .