{فَلَمَّا جَآءهم الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا} مما أنزله الله من آيات القرآن على رسوله{قَالُواْ لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتيَ مُوسَى} من المعجزة الخارقة للعادة أو من التوراة ،وهذا هو المنطق الذي أرادوا به أن يهربوا من التفكير بالآيات في مضمونها ووحيها الروحي والفكري ومنهجها العملي ،ليطلقوا الكلمة التي تربك الجوّ العام للرسالة من دون أن يدركوا معناها .فإن الذين يطلبون أن يؤتى النبي( ص ) بمثل ما أوتي موسى( ع ) ،لا بد من أن يكونوا مؤمنين بما أنزل على موسى ،ولكنهم ليسوا كذلك{أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِىَ مُوسَى مِن قَبْلُ} فلم ينطلقوا في حياتهم الفكرية والعملية من موقع التوراة ،لأنهم يلتزمون الشرك كمنهجٍ للفكر وللعمل{قَالُواْ ساحْرَانِ تَظَاهَرَا} سحر التوراة وسحر القرآن ليدعم بعضهما البعض{وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} فلا نؤمن بهذا ولا بذاك .