لقد كانوا يتكلمون ويعارضون من موقع اللاّحجة ،ولهذا كان الأسلوب الأمثل في مواجهتهم هو أن يُطلَق التحدي في وجوههم ليقفوا في موقف الحيرة التي تمثل حالةً من الضعف الذي يجعلهم حائرين مذهولين ،{قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ} إن الذي يكفر بكلا الكتابين ،لا بد من أن يكون منطلقاً من وجهة نظر في معرفة عناصر الهدى في الفكر والمنهج والعمل ،من خلال موازين الحق والباطل ،فإذا كان رفضكم لكلّ منهما على أساس أن أيّاً منهما لا يمثّل الحق ،فلا بد من أن يكون الحق في غيرهما ،لأن الله لا يمكن أن يترك الساحة فراغاً من الحق .وهنا يفرض السؤال نفسه: أين الكتاب الآخر النازل من عند الله ،في ما ينزل على عباده من الحق حتى نتبعه إذا ثبت لديكم أنه الأفضل والأهدى ؟!{إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} في دعواكم ،وفي منطقكم المثير ،