{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ} لأنهم لا يملكون الحجة على ما أنكروه ،ولا يملكون المنطق في الاستجابة لما تطرحه عليهم ،{فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ} لأن الذي يتبع العقل لا بد من أن يتحرك في منطقه من موازينه الدقيقة ،أمّا الذي يتبع الهدى ،فهو الذي يتحرك من انفعالاته الذاتية الشهوانية ،وهذا الذي يضعهم في مواضع الضلال .
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} لأنه لا يجد قاعدة يقف عليها ،ولا ملجأ يلجأ إليه ،ولا نهايةً ينتهي إليها في نهاية الطريق ،بل يبقى في حالة ارتباك واضطراب ،لأن هدى الله وحده هو الذي يثبِّت الأقدام وهو الذي يركِّز الخط الصحيح في الاتجاه السليم ،وبدونه يقع الإنسان في قبضة الضلال الذي يظلم به نفسه ،كما يظلم به غيره ،{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} لأنهم أغلقوا على عقولهم أبواب الهداية ،ورفضوا الوحي القادم من الله الذي يهديهم إلى سواء السبيل ؛وبذلك كانوا رافضين للهدى النازل عليهم من الله .