{خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضَ بِالْحَقِّ} فلكل واحدةٍ منها قانونٌ يحكم وجوده وحركته ،فليس هناك مظهرٌ كونيٌّ إلا وفي طبيعته قانون طبيعي يرتبط بقوانين الله الآخرى في الظواهر الأخرى ،بحيث يتكامل الوجود في حركته من خلالها ،في ما يسمّى بالسنن الإلهية الكونية في الوجود ،وإذا كان الحق هو أساس الوجود التكويني للسماوات والأرض ،وإذا كان الله هو خالق ذلك كله ،فلا بد للإنسان من أن يتخذه ولياً دون غيره ،لأن كل من عداه فهو مخلوق له ،خاضع لتدبيره ،ليس له من الأمر إلا ما قضاه الله ،وليس له من الخير إلا ما أعطاه .ولا بد من أن تتحرك الحياة على هذا الأساس في دائرة الحق ،لينسجم الكون في نظامه القائم على الحق مع الإنسان في خطه المستقيم المتحرك بالحق ،{إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ} الذين يدركون معانيها ،ويلتفتون إلى إِيحاءاتها ،فينتفعون بها ،ويتخذونها برنامجاً لحركتهم في العقيدة والحياة .