أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون
إن مشكلة هؤلاء الكافرين ،الذين يعلنون الكفر وينصرفون عن عبادة الله إلى عبادة غيره ،هي أنهم يناقضون أنفسهم في بعض الحالات التي يشتد عليهم فيها الضغط في دائرة الخطر على الحياة ،فيلجأون إلى الله ،لأنهم لا يرون أمامهم سبيلاً للنجاة إلا اللجوء إليه .
اللجوء إلى الله عند انقطاع السبل
{فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الْفُلْكِ} وثارت بهم الرياح من كل الاتجاهات ،وأحاط بهم الموج من كل مكان ،ورأوا الموت بأعينهم ،واهتزت بهم الفلك حتى كادت أن تنقلب بهم لتغرقهم في أعماق البحر{دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أن ينقذهم من ذلك ،ويسير بهم إلى الشاطىء الأمين ،ليرجعوا إليه ويعبدوه بإخلاص ويتجهوا بكل حياتهم إلى دينه ،ويتركوا كل ما سواه .ولكنها مجرد حالةٍ طارئةٍ ،وانفعال سريع في حالة الخطر{فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ} واستراحوا إلى السلامة ،وعاشوا الأمل الكبير في امتداد الحياة بهم ،تركوا كل عهودهم ومواثيقهم واستعدادهم ،في ما التزموا به على أنفسهم أمام الله ،ونسوا ذلك كله{إِذَا هُمْ يُشْرِكُون} بالله ،فيما تفرضه عليهم أطماعهم ،فيرجعون إلى أوثانهم وأصنامهم وإلى آلهتهم التي يعبدونها من دون الله .
لا مفرّ للكافرين من العذاب
كيف يكفر هؤلاء ؟ماذا ينتظرون ؟هل يفكرون بالامتداد الخالد للحياة في أجسادهم ؟هل ينتظرون أن تبقى لهم هذه الشهوات في أوضاعهم ؟