مناسبة النزول:
قيلكما في مجمع البيان: «سبب نزول هذه الآية أنَّه لما أسلم عبد اللّه بن سلام وجماعة ،قالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمَّد إلاَّ شرارنا ،فأنزل اللّه: [ ليسوا سواء] إلى قوله: [ من الصَّالحين] عن ابن عباس وقتادة وابن جريج .وقيل: إنَّها نزلت في أربعين من أهل نجران ،واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم ،كانوا على عهد عيسى ( ع ) فصدّقوا بمحمَّد ( ص ) عن عطاء »
[ يؤمنون باللّه واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُسارعون في الخيرات] ،في إيمانها الحقّ باللّه واليوم الآخر ،وفي انطلاقها من موقع المسؤولية الدينية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،كما يفرضه الإسلام على النَّاس المؤمنين به ،وفي مسارعتها في الخيرات انطلاقاً من التوجيه الإلهي الذي يوحي للإنسان بأنَّ عليه أن يُسارع إلى فرص الخير باعتبارها الفرص التي قد لا تعوّض .ولهذا يظلّ المسلم في سباقٍ دائم وسرعة مستمرة للحصول على الخير وتقديمه للآخرين في كلّ وقتٍ وفي كلّ مكان .
ويُضيف القرآن إلى ذلك الصفة التي تعتبر كالنتيجة الطبيعية لهذه الأعمال: [ وأولئك من الصَّالحين] لأنَّ الصلاح الإنساني يمثِّل القاعدة الفكرية على الخطّ الصحيح ،والسلوك العملي المنسجم مع تلك القاعدة .