مناسبة النزول:
قيلكما في مجمع البيان: «سبب نزول هذه الآية أنَّه لما أسلم عبد اللّه بن سلام وجماعة ،قالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمَّد إلاَّ شرارنا ،فأنزل اللّه: [ ليسوا سواء] إلى قوله: [ من الصَّالحين] عن ابن عباس وقتادة وابن جريج .وقيل: إنَّها نزلت في أربعين من أهل نجران ،واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم ،كانوا على عهد عيسى ( ع ) فصدّقوا بمحمَّد ( ص ) عن عطاء »
لقد أشار القرآن في ما سبق من آيات إلى أنَّ هناك من أهل الكتاب فئة مؤمنة استطاعت أن تتحرر من العقدة اليهودية التاريخية ضدَّ الرسالات ،ولكنَّها فئة قليلة ،وذلك قوله تعالى: [ ليسوا سواء من أهل الكتاب] .وفي هذه الآية حديث عن خصائص هذه الفئة وعن الامتيازات التي يمنحها اللّه لها في مقابل الفئة الأخرى المتمرّدة الكافرة: [ أمَّةٌ قائمةٌ يتلون آيات اللّه آناء الليل وهم يسجدون] .فهذه الفئة الطيبة تتميّز بالقيام للّه في عباداتها الخاشعة في جوف الليل المتمثّلة في السجود الخاشع المتبتل ،