أمّا الكافرون فإنَّهم فقدوا الاتصال باللّه من خلال كفرهم ،ففقدوا بذلك موقع القوّة الكبير ،فلا قيمة بعد ذلك لما حصلوا عليه من أموال وأولاد ،لأنَّها لا تغني عنهم شيئاً في مجال الإنقاذ والنصرة ؛فإنَّ النَّار تنتظرهم بعذابها الخالد جزاءً على كفرهم وعتوّهم وطغيانهم ،وذلك هو قوله تعالى: [ إنَّ الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً] لأنَّ اللّه هو الذي أعطاهم ذلك كلّه ،فليس لهم في ذاتهم أيّ دخل فيه ،ليحقّق لهم امتيازاً ذاتياً أو قرباً عملياً من اللّه ،فكيف يحصلون على القيمة الإلهية من خلاله ؟!فلا يدفع عنهم ما يملكونه من ذلك أيّ نوع من العذاب الذي يستحقونه جزاء أعمالهم ،[ وأولئك أصحاب النَّار هم فيها خالدون] لأنَّ ذلك هو عقوبة الكفر الذي يبعد الإنسان عن التعلّق باللّه بأيّ سبب ،في الوقت الذي لا يملك فيه عذراً لذلك .