التّفسير:
في مقابل العناصر التي تبحث عن الحقّ ،وتؤمن به من الذين وصفتهم الآية السابقة ،هناك عناصر كافرة ظالمة وصفهم الله سبحانه في هاتين الآيتين بقوله: ( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً ) لأنه لا ينفع في الآخرة سوى العمل الصالح والإيمان الخالص لا الامتيازات المادية ،في هذه الحياة: ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم ){[645]} .
يبقى أن نعرف لماذا أُشير في هذه الآية إلى الثروة والأولاد من بين بقية الإمكانات ؟وجه ذلك أن أهم الإمكانات المادية تنحصر في أمرين:
الأول: الطاقة البشرية وقد ذكرت الأولاد كأفضل نموذج لها .
الثاني: الثروة الاقتصادية .
وأما بقية الإمكانات المادية الأخرى فتتفرع من هاتين .
إن القرآن ينادي بصراحة بأن الامتيازات المالية والقدرة البشرية الجماعية لا تعد امتيازا في ميزان الله ،وأن الاعتماد عليها وحدها هو الخطأ الجسيم إلاَّ إذا قرنت بالإيمان والعمل الصالح ،واستخدمت في سبيلهما ،وإلاَّ فستؤول بأصحابها إلى الجحيم وعذابها الخالد .( اُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) .
/خ117