{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} فهو الذي يهب الحياة ويحركها ،فيعطي الحياة للبذور التي لا تملك في ذاتها شيئاً من الحياة ،كما يمنع الحياة عن بعضها ،فتجفّ وتصفرّ وتتحول إلى هشيم .وهو الذي يعطي الإنسان الحياة في ما يتوالد من الأجنّة التي يتكامل نموّها وتتوفر فيها كل شروط الحياة ،وهو الذي يمنعها عن أجنّةٍ أخرى .وهكذا تبقى دورة الحياة في كل لحظة ،وفي كل شيءٍ حيّ .
{وَيُحْييِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} عندما تهتز بالخضرة الطافرة ،والنباتات المتنوعة ،والألوان الزاهية ،فتشعر بالحياة التي تتحرك في كل ذرّةٍ من ذراتها ،وفي كل مساحةٍ من مساحاتها ،ما يوحي للإنسان بحركة الحياة والموت ،في عملية الخلق والإعادة ،ليوحي له ذلك بفكرة البعث بعد الموت ،ليجدها في حركة الحياة في الأرض وفي كل الأشياء الحيّة ،قبل أن يفكر بها في دائرة العقل ،{وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} فلا غرابة في ذلك ،لأن طبيعة قانون الحياة يفرض ذلك .