{وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ} ثم نفخ فيكم من روحه ،فتحوّلتم بشراً أحياءً أسوياء ،وجعل من عنصر التراب ،في ما يتحول إليه من الغذاء ،نطفةً تحمل في داخلها سرّ الحياة{ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} فتملأون الأرض كلها وتديرون حركتها من خلال خصائص البشرية العاقلة المتحركة .
وتلك هي قصة الإِعجاز في تفاصيل عظمة خلق الإنسان في كل أجهزته التي تمثل النظام الدقيق الذي تتحرك الحكمة في جميع دقائقه ،ولكنها الألفة التي يعيشها الإنسان في مواجهته لوجوده ،حيث يفقد معها كل شعور بالعظمة والدقة والإِعجاز ،مما يريد القرآن له أن يخرج من هذا الجو ليفكر ويتدبر ويجد في ذلك كله الآية الظاهرة الدالة على وجود الله .