مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ} فلم يكن عهدهم كلمةً في اللسان ،يمكن أن تنطلق من هنا لتتبخر في الهواء ،فلا تثبت في موقع المعاناة ،بل كان عهدهم التزاماً في العقل والعاطفة والسلوك مما يتطابق فيه القول والفعل ،فلا مجال لأيّة ثغرةٍ فيما بينهما ،مما يمكن أن ينفذ إليه الباطل ،{فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ} فمات في سبيل الله ،فكانت نهايته في هذا الموقع دلالةً على صدقه ،{وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ} الشهادة أو النصر في المعارك المقبلة التي ينتظرها المجاهدون ليشاركوا فيها وليؤكدوا عهدهم لله في مواقفها{وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً} لأنهم الثابتون الذين تمتد جذور مواقفهم الإيمانية في أعماق الالتزام الذي لا تزيده التحديات إلا قوّةً وصلابة وإصراراً على الثبات مع الحق المنفتح على الله في موقف لا مجال معه لأيّ تغييرٍ في الموقف أو تبديل في خط السير ،