{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} في ما جعله الله من المنهج الفكري والعملي الذي يثير الفكرة السليمة في الخط المستقيم ،ويؤكد السلامة للتطبيق العملي في سلوك الإنسان في دائرة الحق .وهذا هو الذي ينبغي لهنّ أن يذكرنه في وعيهنّ الفكري ،وفي إحساسهنّ الروحي ،وفي التزامهنّ العملي ،فلا ينسينه ،أو يهملنه ،على أساس ما قد يعيشه بعض الناس من فقدان الاهتمام بما يكون مألوفاً لديه ،باعتبار أنه من الأمور التي تتحرك في أجواء البيت ،فلا تثير الفضول الذاتي ،ولا تحرّك الاهتمامات الروحية الناشئة غالباً من الاستغراق في التطلّع إلى الأشياء الخفية التي تحمل في داخلها بعض الخفايا المثيرة .
ولعلّ هذا هو السبب في التأكيد على مسألة ذكر آيات الله والحكمة ،حتى لا يستغرقن في ذاتياتهن المرتبطة بأجواء البيئة غير الإِسلامية وبعمق الرواسب الذاتية في الداخل ،فيبتعدن بذلك عن أجواء النبوّة ومستلزماتها في ما يجب أن يعيشه البيت النبويّ من استقامة والتزام{إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} ففي لطفه نلتقي بالروح الإلهي الذي يرعى عباده بكل خيرٍ ورحمة ،وفي خبرته وإحاطته بالأشياء كلها ،نستشعر الثقة باطلاعه على كل ما يصلحنا ويفسدنا ،في ما يأمرنا به أو ينهانا عنه ،وبرقابته علينا في كل ما نفعله ونتركه من أمورنا السرّية والعلنية .