{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} من خلال كلماتهم الحاقدة المؤذية ،وحركاتهم المعادية المنكرة ،في ما يكون فيه تمرّدٌ على مقامهما ،واجتراءٌ على مكانتهما ،وتجاوزٌ للحدود المرسومة لهم ،في ما يجب لهما من حقوقٍ على الناس ،وبذلك لم يكن الإيذاء حالةً انفعاليةً ،ليتساءل البعض عن استحالة إيذاء الله ،لأنه منزّهٌ عن أن يناله الأذى وكل ما فيه وصمة النقص والهوان ،فإن المقصود التكلم بما يمس مقامه العظيم ،أو العمل بما يسيء إليه ،على سبيل المحاكاة لما يصدق على ما لدى الآخرين{لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخرةِ} وذلك بإبعادهم عن مواقع رحمته ،وعن آفاق مغفرته ورضوانه ،لأنهم أخرجوا أنفسهم منها وابتعدوا عنها ،عندما انحرفوا عن خط الالتزام بالله ورسوله في مواقع محبته ورضاه ،فليس لهم موقعٌ من التكريم والاحترام في الدنيا ،وليس لهم مجال من المغفرة والرحمة في الآخرة .
{وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} مما يضيف إلى الطرد المعنوي ،العقوبة المادية الجسدية التي تمثل الاستهانة بهم ،وإهانتهم في الآخرة في درجات الجحيم .