{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ} في نداء التحدي الكبير الذي تطلقه في ساحة هؤلاء المشركين الذين جعلوا لله شريكاً من خلقه ،فأعطوه صفات الألوهية ،واستغرقوا في ذاته ،واندمجوا في الإخلاص له ،وتحركوا في خط عبادته ،حتى نسوا الله ،قل لهم ،يا محمد ،ادعوا هؤلاء الشركاء ليقدموا ما عندهم من إمكانات ومعطياتٍ وسترى أنهم لا يقدّمون شيئاً ،أيّ شيءٍ ،لعجزهم عن ذلك ،فهم{لاَ يَمْلِكُونَ مِثُقَالَ ذَرَّةٍ فِي السّمواَتِ وَلاَ فِي الأرضِ} مما يمكن أن يكون مظهراً من مظاهر القدرة ،أو يعبّر عن سرٍّ من أسرار شخصية الإله ،{وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} أي من نصيب يتقاسمونه مع الله ،لأن كل شيء في السماوات والأرض هو ملك الله وحده ،لأنه ومن خلقه .{وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ} أي ليس لله من كل هؤلاء الذين تدعون من دونه من معينٍ يعينه ،لأنه لا يحتاج إليهم من قريب أو من بعيد ،فهو الخالق لهم ،وكيف يحتاج الخالق إلى المخلوق ؟