وتتنوّع الأساليب في الحديث عن الانحراف في مسألة العبادة ،فيجري تصوير مواقف بعض المخلوقات الروحانية كالملائكة الذين كان المشركون يقصدونهم بالعبادة ،فيوجه الله السؤال إليهم عن طبيعة موقعهم في هذه الدائرة العبادية ،ويكون الجواب الطبيعي أنهم ليسوا في هذا الموقع ،في ما يرونه من أنفسهم من إخلاصهم لله ،ومن خلال إحساسهم بأنهم عباده الذين يعيشون في ولاية الله ورعايته لهم في كل أمورهم ،فلا قيمة لأحدٍ ،مهما كانت مشاعره تجاههم ،ومهما كان إخلاصه لهم ،أمام الله ،فلا يقبلون أن يضعوا أنفسهم في موقع المعبود ،ولا يقبلون من أحدٍ أن يضعهم في هذا الموقع ،وتظهر هذه الحقيقة في هذا الحوار الإلهيّ مع الملائكة .
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً} العابدين والمعبودين في يوم القيامة{ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ} هل توافقونهم على هذا النهج ،وهل ترضيكم هذه العبادة لكم من دون الله ؟