{قَالُواْ سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ} إنكأنتيا ربنا خالقنا ورازقنا وراعينا ومالك كل أمورنا الصغيرة والكبيرة ،فليس لنا من الأمر إلاَّ ما قضيت ولا من الخير إلا ما أعطيت ،فهل يمكن أن نفكرلحظةًبأن يجعلنا أحدٌ من هؤلاء الناس أولياء لهم من دونك ،بأن ننصرهم في ما يدعوننا إليه ،وأن نشفع لهم في ما يشفّعوننا به ،فماذا نملك لهؤلاء من نصرةٍ وشفاعةٍ ؟!إننا نرفض ذلك كله ،من موقع عبوديتنا وعبوديتهم لك{بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} وهم يشعرون أنهم ملائكةٌ ،فيعبدونهم خوفاً منهم ،ورغبةً في اتقاء شرورهم ،في ما يعتقدونه بهم من قدراتٍ خارقةٍ ،وعلمٍ بالغيب{أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ} وقد قيل في تفسير الآية ،إن المراد أنهم كانوا يطيعون الجن في تزيينهم لهم عبادة الملائكة وغيرهم من دون الله .