{يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللَّهِ} بكل مفردات الفقر ومعانيه ومواقعه ،لأنكم في حاجة إليه في وجودكم ،لأنه سبب الوجود ،وفي استمراره بكل العناصر التي تؤمّن ذلك في ما تتوقف عليه الحياة من عناصر وشروط ،سواءٌ في ذلك الأسباب المباشرة أو غير المباشرة ،فلا يمكن لكم أن تتصوروا لحظةً واحدةً تعيشون فيها الغنى عن الله ،لأن حاجتكم إليه تتحرك في مجرى الدماء في عروقكم ،وفي حركة الهواء في أنفاسكم ،وفي طبيعة الأجهزة المختلفة التي تتحرك وفق تدبير الله في أجسادكم ،وفي كل شيء يحيط بكم ويعيش معكم ،{وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ} ،فهو الغني بذاته لاستغنائه عن كل شيء ،لأنه خالق كل شيءٍ ،وهو المحمود في كل أفعاله وصفاته .