{وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ} الذي يحمل في داخله دلائل صدقه ،ما يفرض على المسلمين أن يتأمّلوه ويتدبروه ليكتشفوا مواقع القوَّة في فكره وشريعته ومنهجه في الحياة ،ليزدادوا بذلك إيماناً ويقيناً ،لأن الإيمان الذي يتحرك في دائرة الوجدان الفطري ،قد يكون بحاجةٍ إلى إيمان يتحرك في دائرة الوجدان العلميالفكري الذي يستطيع أن يواجه الموقف الصعب في ساحات الصراع ،ليكون هناك فكرٌ يواجه فكراً ،لا عاطفةٌ تواجه فكراً أو عاطفةً ،وبهذا يثبتون للآخرين بأن هذا الكتاب هو وحي اللهالحقالذي يحتوي خلاصة الكتب الرسالية التي أنزلها الله على رسله من قبله ،فكان{مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} في ما يتمثل فيها من مفاهيم التوحيد والعدل ،والقيم الروحية التي تبني للإنسان روحه وحياته على أساس توحيد الله وتقواه ،وتشريع إضافي احتاجته البشرية في ما استقبلته وما تستقبله من أيامها في عهد رسالة النبي محمد( ص ) .
{إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} فعليهم أن يستسلموا له ،وينقادوا إليه ،لأنه الخبير بمصالحهم ،البصير بنتائج أعمالهم السلبية أو الإيجابية ،