{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} عندما انتهت حياته ،بشكل طبيعيّ ،أو بالقتل ،كما قيل .وهكذا ينقلنا الله فجأة من ساحة الحوار بينه وبين قومه ،ومن التأكيد على ثبات الموقف وشجاعته مما قرّبه من الله ،وحبَّبه إليه ،ومنحه رضوانه ،وأدخله جنته ،إلى يوم القيامة عندما يدعوه الملائكة لدخول الجنة .وهنا تنفتح الروح الإيمانية على المعنى الإنساني الرحيم الذي يجعله بعيداً عن العقدة العدوانية التي تتشفّى وتنتقم ،فنرى هذا الإنسان المؤمن الذي قد يكون عاش الاضطهاد من قومه ،وقد يكون عاش الوحدة بينهم ،وهو يتطلع إلى الجنة ونعيمها ،يتمنى وهو في رحاب النعيم ،أن يكون قومه معه ،لو أنهم علموا هذا المصير الرائع الذي ينتهي إليه المؤمنون .