{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ} بما يثيره في عقولكم من مفاهيم الكفر ،ويدعوكم إليه من خطوات الضلال ،ويحرككم نحوه من أهداف الباطل ،ويوسوس إليكم من وساوس الشرّ ،فقد حذرتكم من الانقياد والاستسلام له في كل قضاياكم العامة والخاصة ،لأن إطاعته نوعٌ من الانقياد الأعمى له ،وذلك هو معنى عبادته التي نهيتكم عنها في أكثر من آية ،وفي نداء كل رسول ،وقد جاء ذلك في قوله تعالى:{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ} [ الأعراف:27] .
{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} فقد أعلن عداوته للناس عندما أخذ الوعد من الله بإمهاله إلى يوم الوقت المعلوم في ما حدثنا الله عنه بقوله تعالى:{قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [ الأعراف:1617] .