{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} وهذا رسولٌ آخر عاش مع قومه مدّةً طويلةً لم يستجب له فيها منهم الكثيرون ،فخرج مغاضباً ،احتجاجاً على ذلك ،من دون أن يتلقى أيّة تعليماتٍ من الله تدعوه للخروج ،اقتناعاً منه بأن الساحة لا تحتاج لبقائه ،فقد قام بدوره كما يجب ،ولم يدّخر جهداً في الدعوة إلى الله بكل الأساليب والوسائل ،ولم يبق هناك شيء مما يمكن عمله ،ولكن الله اعتبر عمله نوعاً من الهروب في ما يمثله ذلك من معنى الإباق ،تماماً كما هو إباق العبد من مولاه .