{وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أنفسهم بالكفر والشرك ،وتمرّدوا على الله بعصيانهم لأوامره ونواهيه ،{مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ} مما يفدي الناس به أنفسهم ،بسبب ما قاموا به من عدوانٍ على بعضهم البعض ،معرِّضين أنفسهم بذلك للحكم بالهلاك ،وقد حاولوا في الدنيا أن يلجأوا إلى المال ليكون عوضاً عن أنفسهم ،نتيجة الحق الذي أضاعوه… وهكذا قد يفكر هؤلاء ،فيخيّل إليهم أن الدنيا تشبه الآخرة في ذلك ،وأن الموقف مع الله هو كالموقف مع الناس ،فيتمنون أن يكون لهم ما في الأرض جميعاً ،باعتبار أن حجم المبلغ الذي يقدم إلى الله لا بد من أن يكون كبيراً ،فلو كان لديهم ذلك ،{لاَفْتَدَوا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ولكن ما قيمة ذلك أمام الله ،وما أسخف هذا التفكير ،ولكنها الحالة النفسية الخائفة القلقة التي يحاصرها هذا الواقع فتلجأ إلى أي شيءٍ حتى الوهم ،لتفتدي به من العذاب ،بعيداً عما إذا كان ذلك ممكناً أو غير ممكن ،معقولاً أو غير معقول .
{وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ} من العذاب{مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ} لأنهم كانوا في غفلةٍ عن قدرة الله ،وعن حجم عقابه ،ما جعلهم لا يستعدّون لهذا الموقف ،