ويعود فرعون من جديد ،وكأنه استمع للحوار بين هذا المؤمن وقومه ،فيردّ عليه بشكلٍ غير مباشر ،ليخفِّف من تأثير فكرة الخوف التي أثارها المؤمن في حديثه عن الله ،كحقيقة وجودٍ كما لو كان مؤمناً به ،خلافاً لأسلوبه السابق في تناول تلك القضية ،فهو الآن يطرح أمامهم تاريخ الرسالات والرسل مع شعوبهم .
وكان أسلوب فرعون يتمثل في إظهار المحاولة الجادَّة للصعود إلى ربِّ موسى ليراه ويحاسبه ،تماماً كما لو كان الله شخصاً كبقيَّة الأشخاص الذين يحاربهم ويحاربونه ،ويجادلهم ويجادلونه ،إنه يوحي لهم بأنه يريد اكتشافه ،هل هو حقيقةٌ أم وهمٌ وخيال .
{وَقَالَ فَرْعَوْنُ يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً} ويوحي كلامه بأنه يريد بناءً شامخاً في أعلى درجات الارتفاع{لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبابَ} أي الوسائل التي أستطيع من خلالها الصعود إلى السماوات ،