وفي نهاية هذا الفصل يختم المؤمن حواره معهم ،بعد استنفاد كل الوسائل ،ليقول لهم:{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ} من الفكر الإيماني ،والخط التوحيدي ،والنهج المستقيم ،وستستعيدون كلامي كله ،عندما تصطدمون بواقع الحياة الذي يتحدى كل أوضاعكم وأعمالكم ،تماماً ككلّ الأصوات الخيّرة التي لا تلامس أرواح وأفكار الناس الذين توجه إليهم نداءها إلاّ بعد حين .
ثم يعلن لهم أنه ينفض يديه منهم ويفوّض أمره إلى الله بقوله:{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} فهو الذي يتولى تدبيري في الدنيا ،وتدبيري في الآخرة{إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} لا يفوته من أمرهم شيء ،مما يخفونه ومما يعلنونه .