{لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} من عبادة هذا الفرعون الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا بالله ،فكيف يملكهما لغيره ،وكيف يكون إلهاً للناس وهو مخلوق لله خالق الحياة والناس ،فهو{لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِى الدُّنْيَا وَلاَ فِى الآخرةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَبُ النَّارِ} لأنه لا يمثل آية حقيقةً ثابتةٍ في الواقع الدنيوي والآخرويّ ،{وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ} فهو الذي بدأ الخلق فوجِدوا من موقع إرادته ،وهو الذي يعيدهم ليقفوا أمامه ليحاسبهم على أعمالهم ويدخل الذين آمنوا واتقوا منهم في رحمته فيكونوا من أصحاب الجنة ،{وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ} الذين أسرفوا على أنفسهم بالكفر والعصيان{هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} حيث يلاقون جزاء أعمالهم الشرّيرة .