{هُوَ الْحَيُّ} الذي لا يقترب الموت منه ،مما يعطي الحياة معنىً مطلقاً في ذاته لم يسبقه عدمٌ ولا يقترب منه العدم{لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} وحده المستحق للعبادة ،من خلال المضمون الإلهيّ المتمثل في ذاته في علِّيَّته للوجود كلّه ،وفي هيمنته على الأمر كله ،وفي تدبيره للحياة كلها ،فكيف يتوجه الناس إلى غيره في حاجاتهم وفي قضاياهم ومشاكلهم ..وكل ما سواه محتاجٌ إليه في تدبير حاجاته وفي حل قضاياه ومشاكله ،كما هم مشدودون إليه{فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ليكون الاتجاه إليهوحدهبالدعاء الذي هو مظهر الشعور بالحاجة والإحساس بالانتماء إليه وإلى نهجه في الفكر والحركة والحياة ،والإِخلاص له في ذلك كله .وهو معنى العبادة الخالصة .
{الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وهي الكلمة التي تعبر عن الجوّ الروحي الذي يعيشه المؤمن في تطلّعه إلى قدرة الله وتدبيره ولطفه ورحمته ،وكل صفاته ،فلا يملك إلا أن يذكره بالحمد المطلق الذي يستوعب كل مفردات الحمد ،ويتصوره في ربوبيته المطلقة التي تشمل العالمين جميعاً من موقع خلقها لهم جميعاً .