{قُلْ إِنِّ نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَآءَني الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي} قلها لهم بكل وضوحٍ وصراحةٍ ،لتكون الكلمة الحاسمة ،فقد أنزل الله عليَّ البراهين اليقينيَّة الواضحة التي تضع كل هذه الآلهة المزعومة في موقعها الطبيعي من حيث هي مخلوقةٌ لله بمادتها وصورتها ،أو مخلوقةٌ له بمادتها ومصنوعةٌ للناس بصورتها ،فلا تملك أيّ معنى من معاني الألوهية ،ولا تتضمّن أيّ سرٍّ من أسرار القدرة ،فلا يمكن أن أعبدها ،لأن العقل نهى عن ذلك ،كما أن الله الذي أكّد ألوهيته بهدايته لي ينهاني عن عبادة هؤلاء .
{وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} في إسلام العقل والروح والجسد ،فلا فكر لي أمام وحيه ،ولا كلمة لي أمام إرادته ،ولا انتماء لي وراء الانتماء إليه ،فله كل شيء من كل كياني ،وليس لي عليه أيّ شيء .