{ادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} الذين يحسبون أن استكبارهم ،في ما يختزنونه من مشاعر داخل نفوسهم ،وما يتحركون فيه من مظاهر أمام الناس ،يمكن أن يمنحهم حجماً حقيقيّاً في مستوى ما يريدونه ،أو ما يعاملهم الناس به ،فيحقق لهم امتيازات تتيح لهم النجاة في الآخرة ،والسعادة في الحياة ..ولكنهم كانوا يعيشون في وهم كبير ،وغفلة مطبقة ،ذلك أن حجمهم الاجتماعي الفخم لم يكن ناشئاً من ضخامةٍ حقيقيةٍ في الذات ،بل من انتفاخٍ طارىءٍ فيها مصدره وهم العظمة الذاتية ،وضعف الآخرين من حولهم .لذا فإنهم يرجعون في الدار الآخرة إلى حجمهم الطبيعي الذي يساوي أعمالهم ،حيث تصبح الأعمال عنوان المصير وحركته ونتائجه ،ليشعروا بأنهم كانوا صغاراً في حياتهم ،لأنهم ارتبطوا بالأشياء الصغيرة في اهتماماتهم ومشاريعهم وعلاقاتهم ،وعاشوا عزة الظلم ولم يعيشوا عزة العدل ،وتحركوا مع قوّة الباطل التي لا تحمل في داخلها شيئاً ،وتركوا قوة الحق التي تحمل في مضمونها كل شيء ..وهذه هي العاقبة السيّئة التي ينتهي إليها استكبارهم العدواني على الضعفاء من عباد الله .