ولمثل هؤلاء يصدر الخطاب الإلهي: ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ) .
هذه الآية تؤّكد مرّة اُخرى على أنّ التكبر هو أساس المصائب ،ذلك أنّ التكبر هو قاعدة الفساد ،ويحجب البصائر عن رؤية الحق ويجعل الإنسان يخالف دعوة الأنبياء( عليهم السلام ) .
ثم تشير الآية إلى أبواب جهنّم بقوله تعالى: ( أبواب جهنّم ) .
ولكن هل الدخول من أبواب جهنّم يعني أن لكل مجموعة باب معين تدخل منه ،أو أنّ كلّ مجموعة منهم تدخل من أبواب متعدّدة ؟
أي أنّ جهنّم تشبه السجون المخيفة التي تتداخل فيها الأبواب والدهاليز والممرات والطبقات ،فبعض الضالين المعاندين يجب أن يسلكوا كلّ هذه الأبواب والممرات والطبقات قبل أن يستقروا في قعر جهنّم .
وممّا يؤيد هذا التّفسير ما يروى عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه السلام ) أنّه أجاب عن سؤال في تفسير قوله تعالى: ( لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ){[3968]}: أنّه قال: إنّ جهنّم لها سبعة أبواب ،أطباق بعضها فوق بعض ،ووضع إحدى يديه على الأُخرى ،فقال هكذا »{[3969]} .
وثمّة تفسير آخر نستطيع أن نقف على خلاصته بالشكل الآتي: إنّ أبواب جهنمكأبواب الجنّةإشارة إلى العوامل المختلفة التي تؤدي بالإنسان إلى دخولها ،فكل نوع من الذنوب أو نوع من أعمال الخير يعتبر باباً .
وثمّة ما يشير الى ذلك في الروايات الإسلامية ،ووفق هذا المعنى فإنّ العدد( 7 ) هو كناية عن الكثرة ،وما ورد في القرآن الكريم من أنّ للجنّة ثمانية أبواب هو إشارة إلى ازدياد عوامل الرحمة على عوامل العذاب ( راجع ذيل الآية 44 سورة الحجر ) .
وهذان التّفسيران لا يتعارضان فيما بينهما .