{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ} في حديث الأنبياء الذين عاشوا في وعي الناس ،وتعمّقوا في حياتهم ،وكان لهم تأثير كبيرٌ في حركة التاريخ من أصحاب الرسالات الكبيرة والصغيرة ،فانظر إلى تجربتهم الحيّة ومعناها الرسالي ،وتابع خط السير الذي تحركوا فيه ،وادرس النتائج الإيجابية التي حصلوا عليها وحصلت عليها الرسالة من خلالهم .
{وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} من أولئك الذين أرسلهم الله إلى أممٍ لم تصلنا أخبارها ،أو لم تكن في مستوى حضاري يصل بها إلى بلاد الحضارات ،ولكنهمبالرغم من ذلكيلتقون معك ،ومع سائر الأنبياء ،بالفكر التوحيدي ،والنهج العادل ،والخط المستقيم ،والدعوة للتقوى التي فيها صلاح أمر الإنسان والحياة من حوله ،في كل مجالاتها العامة والخاصة ،كما يلتقون معك ،في ما تلقاه من معاناةٍ في سبيل الرسالة ،التي هي حركةٌ في مواجهة التيار الكافر والضال ،في مجتمع الكافرين والضالين ،وكما جئت بالمعجزة بأمر الله ،وتحركت بإذنه ،فإنهم جاءوا بالآيات بأمر الله وتحركوا بإذنه .
{وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآية إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} لأنه لا يملك القدرة الذاتية على تغيير المألوف من أسباب الأشياء ،لما تمثله المعجزة من خرقً للعادة ،بل يملكون قدرةً محدودة طارئةً محكومةً لمقتضيات الحكمة الإلهية التي يحدد الله على أساسها المصلحة في إيجادها فينزلها بحسابٍ ،ويمنعها بحساب .
{فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} بالعذاب{قُضِيَ بِالْحَقِّ} في ما يفرضه من نتائج سلبيةٍ على مصير الكافرين ،ونتائج إيجابيةٍ على مصير المؤمنين ،{وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} لأن الباطل لا ينتهي إلا إلى الضياع والعذاب الدائم .