وتنتهي السورة بهذا الفصل الذي يوجه مجتمع الدعوة ،وغيره من المجتمعات ،إلى ما أنعم الله به على الناس من الأنعام التي يستفيدون منها للأكل والشرب والركوب ونحو ذلك ،ومن السفن التي يسَّر الله لهم استعمالها في البحر ليركبوا فيها ،وهو أمر يدفعهم إلى التأمُّل في تلك النعم ،كما يثير فيهم التفكير في آيات الله ،ويقودهم إلى متابعة تجارب الأمم التي سبقتهم ممن ساروا في مسيرتهم ،ليكون هذا الحديث كله ،منطلق يقظةٍ ،ودعوة تفكير ،وحركة فكرٍ يريد أن يبلغ الهدى من أقرب طريق .
{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأنعامَ} من الإبل والبقر والغنم ،{لِتَرْكَبُواْ مِنْهَا} و«من » هنا للتبعيض ،أي لتركبوا بعضها مما يستعمل للركوب{وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} حيث تنتفعون من لحمها ،