{إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} ويتجمّدن في مكانهن من دون حراك ،لأن الريح هي سبب حركة السفن .
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} وهما الصفتان الأساسيتان في شخصية المؤمن اللتان تؤثران على حركته الفكرية والعملية لجهة انفتاحه على الحياة من خلال الله ،ووعيه كل ظواهرها الدالة على عظمته وقدرته .فإن الصابر قادرٌ على مواجهة القضايا الفكرية التي تحتاج إلى التأمُّل الطويل ،والجهد الكبير على ملاحقة المفردات الفكرية التي تصل به إلى النتائج الحاسمة ،كما هو قادرٌ على مواجهة الواقع القاسي المحمّل بالمشاكل التي تتحدى أوضاعه وقضاياه ،وعلى الثبات أمام ذلك ،وعلى تحمّل الحرمان الذي يلحقه جراء ذلك ،فهو يصبر على شروط المعرفة حتى يصل إليها ،ويصبر على البلاء حتى يتجاوزه بسلام ..
كما أن الشاكر ينفتح على ما حوله من نِعَمٍ تمدّه بقوة الحياة ونضارتها ،ليجد فيها مواقع رحمة ربه ،فلا يستغرق في ذات النعمة ،بل يتطلع إلى ما توحي به من دلالات ،وما تفتحه من آفاق على الله ،ليشكره بالكلمة ،والطاعة ،والموقف ،والعبادة الخاشعة في محراب الكون .