{وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} في ما يثيرونه في تفكيرهم من شبهات ،أو عقائد باطلة ،وفي ما يحركونه في حياتهم من مشاريع منحرفة ،فيصوِّرون لهم أنها تمثل الحق الذي يرغب الإنسانبطبيعتهفي الارتباط به ،فلا يبقى لديهم أيّ قلقٍ في الموضوع ،{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} لأن العناوين التي يضعونها للانحراف قد تكون من عناوين الهدى التي يلصقونها به زوراً وبهتاناً .
وتلك هي مشكلة كثير من الساذجين الذين يزعمون أنهم واعون ،عندما يقدم لهم الشياطين الباطل في صورة الحق ،والانحراف باعتباره استقامةً ،والشر بعنوان الخير ،فيزينون لهم سوء عملهم فيرونه حسناً ،ويضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يُحسنون صنعاً ،بسبب الغفلة المطبقة على عقولهم ،بحيث لا يثيرون أية علامةٍ من علامات الاستفهام التي تفتح أبواب مناقشة الأمور بعقلٍ واع .