{حَتَّى إِذَا جَآءنَا} ووقف في موقف الحساب حيث يواجه الإنسان نتائج المسؤولية أمام الله ،ووجد قرينه هناك ،ورأى كيف قاده إلى هذا المصير المظلم الذي حمل إليه غضب الله ،وأودى به إلى عذابه في نار جهنم ،{قَالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} فهو لا يطيق رؤيته لأنه يذكِّره بنقاط الضعف الكامنة فيه والتي حركها هذا القرين ووجَّهها في اتجاه الكفر والضلال فأدّى به إلى هذا الموقف .ويمتلىء الضال حقداً وثورةً على قرينه ،حتى يكاد يدمّرهلو كان له إلى ذلك سبيلباعتباره الشخص الذي أضلَّه عن الذكر بعد إذ جاءه ،ومنعه عن اتِّباع الرسول في ما يؤدِّي به عن الله{فَبِئْسَ الْقَرِينُ} الذي لا يقود صاحبه إلى الخير والنجاة ،بل يقوده إلى الشر والهلاك في النار .