{وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَواَتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} فهو مصدر الخير والخلق والتدبير الذي يرجع إليه كل شيء{وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} التي ينتهي إليه علمها ،لأن حكمته اقتضت أن ينتظرها الناس من دون أن يملكوا معرفة حدودها الزمنية ،مما يجعلهم خاضعين في عمق شعورهم إلى ربوبيته المطلقة وملكيته الشاملة ،وعلمه الواسع الذي لا حدّ له ،لكونه يحيط بحياتهم كلها في المبدأ ،وفي خط السير ،وفي نهآية المصير ،ليفتحوا عقولهم وقلوبهم على الحقيقة التي تفرض نفسها عليهم من أنهوحدههو الرب العظيم الذي لا رب غيره ،لأن كل من عداه مخلوقٌ ومربوب له .
{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وتقفون بين يديه ،وتقدِّمون حساب أعمالكم إليه ،ليحكم بينكم ،وعليكم وعلى كل تاريخ حياتكم الدنيا التي عشتم فيها عمركم .